الصمود الأسطوري في غزة يحتاج منا جميعًا أنظمة وشعوبًا، الآن وقبل أي شيء، إلى موقف سياسي قوي وضغط دولي حقيقي، لوقف العدوان الهمجي، وحرب الإبادة الجماعية، وإعادة الماء والكهرباء، وفتح المعابر والممرات الآمنة، ورفع الحصار كليًا، قبل الحديث عن أي شيء آخر.
غزة والشعب الفلسطيني كله يواجه عدوانًا صهيونيًا أمريكيًا أكثر إجرامًا من العدوان الثلاثي عام 56 .
غزة تواجه نكبة جديدة أكثر بشاعة من نكبة ال48، والكيان الصهيونى يمارس حرب إبادة ليضع أهل غزة أمام خيارين، إما الموت أو التهجير.
أين دول العالم ؟
أين جامعة الدول العربية؟
أين منظمات حقوق الإنسان؟
أين الدول الإسلامية؟
عار على جبين الإنسانية كلها، حصار وتجويع وقصف وقتل.
هل ينتظرون إصدار بيان نعي للشعب الفلسطيني في غزة !
يريد الصهاينة ترحيل الشعب من لجوء إلى لجوء، وكل العالم حتى الدول المتآمرة والمعتدية يعترفون أنه احتلال، لكنهم يسمحون لهذا الكيان بالتمادي في طغيانه ويمدونه بالقوة والسلاح، وكل صهيوني يعيش في أرض فلسطين لديه جنسيتان، الصهيونية والدولة التي جاء منها، وكل صهيوني في فلسطين نساء ورجالًا جنودًا أو جنود احتياط، ويُرضعون أطفالهم الحقد والكراهية، وكل صهيوني تجاوز عمره الستين هو في الأصل من عصابات الهاغاناه، لذا هم عليهم العودة من حيث أتوا، وعلى أمريكا والغرب والعالم كله تطبيق قرارات الأمم المتحدة بشأن فلسطين، وعددها ٧٢ قرارًا لم يُنفذ الصهاينة منهم قرارًا واحدًا، لأنهم لا يلتزمون بعهودهم أبدًا، وفي دمهم الغدر والخيانة.
كل الصهاينة كاذبون مجرمون، وكثير من اليهود شرفاء يرفضون الاحتلال، وقلة من الأعراب خونة بل وأكثر صهينة من الصهاينة.
نشكر اليهود الشرفاء الذين يقولون كلمة الحق ولا يخافون لومة لائم، أمثال بائير غولان، والهجوم الشرس عليه، من قبل النتن ياهو وعصابته، يؤكد على صحة كل كلمة نطق بها بائير، نعم هم نازيون فاشيون قتلة الأطفال.
أما المطبعون فلا أمل منهم، هل حقاً تم تقبيل يد ترامب من قبل أحد حكام الخليج ؟ قلب يده وقبلها بكل خشوع كمن يقبل يد والده أو شيخ ضرير ! إذا صح الحدث فأي عار وأية مهزلة!
ونثمن كثيرًا المواقف الشريفة للعديد من الدول مثل الصين وروسيا، والنرويج وأمريكا اللاتينية وغيرها، وعلينا كأنظمة عربية أن نقترب من حلفائنا أكثر.
وعلينا كشعوب أن نضغط على المجتمع الدولي ليقوم بدوره في تنفيذ القرارات التي أصدروها سابقًا، وحسبنا الله ونعم الوكيل على الظالمين والصهاينة والمتصهينين.
----------------------------
بقلم: د. أنيسة فخرو
سفيرة السلام والنوايا الحسنة
المنظمة الاوروبية للتنمية والسلام